الاكتئاب من أصعب الحالات التي يمكن أن يمر بها الإنسان، وغالباً ما يكون العلاج مرتبطاً بالصحة البدنية، وخاصة صحة الجهاز الهضمي. وباختصار، الحل يكمن في النظام الغذائي، وفقاً للخبير الدكتور دانييل أمين، المتخصص في تصوير الدماغ في كاليفورنيا.
يؤكد الدكتور أمين على أن صحة الأمعاء تلعب دوراً كبيراً في صحة الدماغ، حيث أن اتباع نظام غذائي غني بالأطعمة المصنعة والمعالجة يزيد من احتمالية الإصابة بالاكتئاب بشكل كبير. ويشير إلى أن الأمعاء والدماغ يتواصلان باستمرار عبر شبكة معقدة من الأعصاب والإشارات الكيميائية، مما يفسر كيف يمكن للتوتر النفسي أن يؤثر على الجهاز الهضمي ويسبب أعراض مثل الغثيان أو الإسهال.
الأمعاء تحتوي على ميكروبيوم، وهو مجتمع مكون من أكثر من 100 تريليون ميكروب مثل البكتيريا والفيروسات والفطريات. هذه الميكروبات لها تأثير مباشر على وظائف الدماغ والحالة المزاجية. يوضح أمين أن تغذية هذه الميكروبات بأطعمة صحية، تشمل الألياف والفواكه والخضروات الملونة والبروتينات الصحية، يمكن أن يعزز صحة الدماغ.
وفي دراسة أجريت في عام 2023 في كلية هارفارد تي إتش تشان للصحة العامة، تبين أن الأشخاص الذين يتناولون أكثر من 9 حصص من الأطعمة فائقة المعالجة يومياً يكون لديهم خطر الإصابة بالاكتئاب بنسبة أعلى تصل إلى 50% مقارنة بأولئك الذين يستهلكون 4 حصص أو أقل.
هذا يعزز فكرة أن النظام الغذائي المتوازن لا يحافظ فقط على صحة الجسم، بل يلعب دوراً أساسياً في الوقاية من الاكتئاب وتحسين الصحة العقلية. كما أن إهمال صحة الأمعاء يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الحالة النفسية وزيادة خطر الإصابة بأمراض مثل القلب والسكري والخرف.
الأرقام تشير إلى أن 29% من البالغين في الولايات المتحدة قد تم تشخيصهم بالاكتئاب في مرحلة ما من حياتهم، مما يسلط الضوء على أهمية التركيز على العوامل التي يمكن أن تساعد في الوقاية، مثل النظام الغذائي المتوازن والمغذي.